يعد التطريز من الفنون اليدوية, كما يعد من أقدم الفنون الجميلة والدقيقة التي عرفها الإنسان والتي لحقت بصناعة النسيج منذ القدم, وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخامة التي يتعامل معها, وهو يضيف ثراءاً فنياً وقيمة جمالية للقطعة التي تزخرف به سواء ملابس أو مفروشات, ويتضح ذلك في معظم النماذج التاريخية الموجودة في المتاحف المختلفة. وعملية التطريز هي إحدى المصادر التي تتنوع وتختلف اختلافاً واضحاً فيما بينها.
لقي التطريز اهتماماً خاصاً في الدول المتقدمة, وأقيمت له متاحف, وقامت عليه دراسات, وذلك لما أدركت هذه الدول مدى قيمة هذا الفن وأهميته, والتي بلغت حد أن بعض المناطق في هذه الدول تشتهر بنوع معين من أنواع التطريز الذي تقوم به, وهناك أمم بأكملها يقوم جانب كبير من دخلها القومي على أساس هذه المهارة.
لذا فإنه في العصر الحالي أصبح التطريز عنصراً هاماً في صناعة الملابس سواء كان التطريز يدوياً أو آلياً فهذا الفن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصناعة الملابس الجاهزة، وقد تعددت غرز التطريز اليدوي المستخدمة في زخرفة المنسوجات، فلكل غرزة أسلوب في التنفيذ، وبالرغم من أن التطريز اليدوي مكلف مادياً إلا أنه لا غنى عنه في بعض نوعيات الأقمشة التي لا يمكن تطريزها آلياً علاوة على أن لهذا الفن محبيه وعشاقه, ومن ثم فإن كل من التطريز اليدوي والتطريز الآلي يسيران جنباً إلى جنب فلكل منهما ذوقه ومريديه.
من هنا يمكن إدراك مدى أهمية التطريز الذي يعتبر واحداً من أهم وأشهر الخبرات الإنسانية, فهو ليس مجرد شغل بعض الغرز, أو وسيلة لزخرفة المنسوجات؛ ولكنه ينطوي على معنى ومغزى ثقافي, ويشير إلى معتقدات ووظائف اجتماعية.